مدونة عماد بن حسين باقر

مدونة عماد بن حسين باقر

الاصدقاء والصديقات

مرحبا بكم بمدونتي على شبكة المعلومات الدولية والتي حرصت على أن تحتوي على كل ما هو مفيد، أملا أن أكون قد وفقت في ذلك.

محاولاعبر هذه المدونة، تجميع ما كتبته من مقالات يندرج معظمها وليس جميعها بالطبع في مجال تقنية المعلومات، والتنمية والبشرية، والتخطيط، كما انني أسعى دوما عبر هذه المدونة إلى نقل جمال الأشياء والأماكن والتاريخ، عبر الصورة والفيديو.

نسئل الله عز وجل قضائكم أوقاتا طيبة....

م.عماد حسين باقر



الخميس، 22 ديسمبر 2016

ضرورة الإستفادة المثلى من الثروات...

الخميس , 3 مارس 2016 1:01 م
لـ: عماد بن حسين باقر
لا يختلف اثنان على أهمية دور الثروة النفطية ومساهمتها بشكل كبير في التنمية الاقتصادية بمختلف الدول العربية المنتجة له، حيث تعتبر الايرادات النفطية المصدر الأساسي لموازنات لتلك الدول، إلا أن استفادة هذه الدول من الثروة النفطية وتوظيفها والانتفاع منها قد تباين من حيث بناء البنية الأساسية وتشيد المدارس والجامعات والكليات والمعاهد وشبكات الطرق والمطارات والموانئ والمستشفيات وتطوير شبكات الاتصالات، وخلق موارد بشرية حاصلة على شهادات علمية بمختلف التخصصات، ويؤخذ على اغلب هذه الدول الاخفاق في خلق صناعات حقيقية يعول عليها، وفي المقابل نجد دول  محدودة الموارد مثل اليابان قد نجحت في تحقيق نجاحات واصبحت من أقوى الدول الاقتصادية من خلال اعتمادها على موردها البشري بشكل أساسي في التنمية والتقدم.
ويعزى هذا الاخفاق لعدة أسباب منها  التوسع في استغلال الموارد الطبيعية واستنزافها على حساب بناء أو تطوير صناعات تحويلية مما يترتب عليه زيادة العوائد المالية  يواكبه انخفاض القدرة على خلق الوظائف، وارتفاع سعر العملة المحلية المؤدي إلى ارتفاع كلفة انتاج السلع وعدم قدرتها على المنافسة في السوق الخارجي وكذلك في السوق المحلي والقضاء على الصناعة.
كل ذلك خلق سلوكيات سلبية بمجتماعات هذه الدول ومن أهم آثارهذه السلوكيات هو معاناتها وميلها إلى الكسل والتراخي وتفشي الثقافة الاستهلاكية وعدم الانضباط في العمل والالتزام بأوقات بالدوام، والزيادة في الاجازات المرضية أو الخروج المبكر وانخفاض عدد ساعات العمل الفعلية للموظفين والتهاون بالأمور المتعقلة بانجاز الأعمال، وخلاصة الأمر فإن هذه السلوكيات غير مقصورة على شعب معين أو جنس ما ولكنها تصيب المجتمعات التي تعتمد على استنزاف الثروات الطبيعية مع الركون إلى الراحة والتوقف عن النمو والتطور.
وتوجد دول نجحت  في التعامل بذكاء مع  ثراوتها وتستحق أن يقتدى بها كالنرويج، فهذا البلد الصغير والغني بالثروات الطبيعية التي تم استغلالها الاستغلال الأمثل، حيث يعتبرصندوقها من اكبر الصناديق السيادية في العالم  ومتنوع الاستثمارات  لتشمل سوق الأسهم والسندات والعقارات وتتوزع هذه الاستثمارات على مختلف قارات العالم، وايضا توجد في الدنمارك خمسة محطات تدفئة مركزية تعمل بالطاقة الشمسية من أصل عشرة محطات موجودة في العالم ، وهي من أقل الدول فسادا في العالم،وتعتبر كوبناجن واحدة من أكثر المدن الصديقة للبيئة في العالم.
وختاما فإن الثروات الطبيعية هي نعمة من نعم الله عز وجل ولذلك علينا مراعاة عدم الاسراف في استهلاكها حفاظا على حقوق الاجيال القادمة، والأهم من كل ذلك خلق بدائل للدخل من خلال الاستثمار في الصناعة وغيرها وخلق موارد بشرية يعتمد عليها.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق