مدونة عماد بن حسين باقر

مدونة عماد بن حسين باقر

الاصدقاء والصديقات

مرحبا بكم بمدونتي على شبكة المعلومات الدولية والتي حرصت على أن تحتوي على كل ما هو مفيد، أملا أن أكون قد وفقت في ذلك.

محاولاعبر هذه المدونة، تجميع ما كتبته من مقالات يندرج معظمها وليس جميعها بالطبع في مجال تقنية المعلومات، والتنمية والبشرية، والتخطيط، كما انني أسعى دوما عبر هذه المدونة إلى نقل جمال الأشياء والأماكن والتاريخ، عبر الصورة والفيديو.

نسئل الله عز وجل قضائكم أوقاتا طيبة....

م.عماد حسين باقر



الأحد، 1 يناير 2017

توفير بيئة سكن مناسبة للطلبة والطالبات ..عماد بن حسين باقر


عماد بن حسين باقر
imadhussain09@hotmail.com
توفّر معظم الجامعات والكليات بمختلف دول العالم  خدمة  السكن الداخلي للطلبة والطالبات الدارسين بها، لما لهذه الخدمة من فوائد مختلفة فهي تساعد الطالب في التركيز على دراسته وعدم إشغاله بعملية البحث عن مسكن، أو تدبير مبالغ الإيجارات، أو دفع فواتير الكهرباء والماء ، كما ان وجود مشرفين ومشرفات بالسكنات الداخلية يساهم في توفير بيئة مناسبة للطالب والطالبة، وفي الغالب يكون السكن الداخلي قريباً من الجامعة أوالكلية مما يؤدي إلى استغناء المقيم بها عن استخدام وسائل المواصلات المختلفة، وعدم اهداره المال فهي مكلفة، وكذلك الوقت الذي يعتبر من أثمن الموارد للطالب وغيره.
وقد تمكنت خلال فترة دراستي بالمملكة المتحدة من الاطلاع على عدة سكنات داخلية والإقامة بأحدها، وعند استعراض ما تقدمه هذه السكنات نجد أن معظمها يوفر للطالب غرفة مزودة بوصلة للتلفزيون، وأخرى للانترنت، ودورة مياة مستقلة أو مشتركة، ومطبخ مشترك ليقوم الطالب باعداد طعامه، أو تسخينه، وتزويد هذا المطبخ بثلاجة مشتركة، وتكون رسوم استئجار الغرفة شاملة لفاتورة الكهرباء، وأيضا هذه السكنات مزودة بأجهزة غسيل الملابس على أن يتولى كل طالب غسل ملابسه بنفسه، وتقدم بعض السكنات الداخلية هذه الخدمة بالمجان، والبعض الآخر بمقابل مبلغ مالي ، وتتميز هذه السكنات بتوفير خدمة مهمة ببلاد الغربة وهي خدمة الأمن  من خلال رجال أمن وكاميرات مراقبة وهذا في الغالب غير متاح عند الاقامة خارج السكن الداخلي.
وقد لفت انتباهي ان المكتبات التابعة للجامعات تقوم بدور تكاملي مع السكنات الداخلية في توفير بيئة دراسية للطالب، فبعض هذه المكتبات تقدم خدماتها لمدة أربع وعشرين ساعة وسبعة أيام بالأسبوع وتشمل خدماتها اعارة الكتب، وتوفير خدمة الانترنت، وقاعات للمذاكرة وغير ذلك، بالإضافة إلى ذلك، فإن وجود الأندية الصحية والملاعب داخل الحرم الجامعي ساهم في قضاء الطالب أوقات جميلة في وقت فراغه، وبالطبع، فإن فرصة الطالب المقيم بالسكن الداخلي أكبر في الاستفادة من خدمات المكتبة والأندية الصحية والملاعب الرياضية وغيرها من منشئات الجامعة لأن السكن الداخلي غالبا ما يكون بالقرب من الحرم الجامعي، وعلى المستوى الشخصي فقد أتاحت لي الاقامة بالسكن الداخلي الفرصة لتكوين صداقات والتعرف على ثقافات متعددة  من دول مختلفة كالصين، واليونان، واسبانيا، وغيرها، ولولا اقامتي بالسكن الداخلي لما تمكنت من التعرف عن قرب على بعض هذه الثقافات.
وما دعاني لكتابة هذا المقال هو توجه معظم المؤسسات التعليمية الحكومية إلى صرف بدلات مالية مع الغاء أو تقليص دور السكنات الداخلية، وهذا الأمر له عدة أضرار على الطالب أو الطالبة، منها ما هو اقتصادي، فارتفاع الايجارات يجبر الطلبة والطالبات على السكن باعداد كبيرة بالغرفة الواحدة وبالتالي اقامتهم في بيئة سكن غير مناسبة للدراسة،  واضطرار الطالب أو الطالبة أحيانا إلى استخدام المواصلات، أو المشي لمسافات طويلة للوصول إلى الجامعة أو الكلية والعودة منها مما يترتب عليه إهدار الوقت المفترض استغلاله في تحصيل العلم وتعرض الطالبات للمضايقات ، كما أن غياب الدور الذي يلعبه مشرف أو مشرفة السكن يؤدي إلى غياب الدور التوجيهي الذي يحتاجه الطلبة والطالبات بهذه المرحلة.
لذلك نعتقد أنه من الضروري أن تعيد مؤسسات التعليم العالي النظر بموضوع إلغاء أو تقليص دور السكنات الداخلية لأسباب قد يكون منها التخفيف من الانفاق المالي أو التخلص من بعض الأعباء الادارية، لأن أجيال المستقبل هي المتضرر الأكبر من هذا الأمر، ولذلك فإن تعذر توفير خدمة السكن لجميع من يرغب من الطلبة والطالبات القادمين من مناطق بعيدة،  فمن الضروري توفير السكنات الداخلية للطالبات، أو توفير السكن للطلبة والطالبات في سنتهم الأولى وهو المتبع لدى الكثير من الجامعات الغربية، أما ذوو الاحتياجات الخاصة، فيجب إعطاؤهم خدمة الاقامة بالسكن الداخلي بغض النظر عن بعد مسافة سكنهم عن الجامعة، أو الكلية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق