تقدمت الرياضة لدى
عدد من الدول الغربية كروسيا والولايات المتحدة الامريكية وألمانيا وبعض الدول
الاسيوية مثل الصين واليابان وكوريا الجنوبية بشكل واضح، لعدة أسباب أهمها هو ان ممارسة العمل الرياضي بهذه الدول يعتمد على
اهتمامها باكتشاف المواهب الرياضية، ورعايتها والاعتناء بها وتطويرها، واعدادها
لحصد البطولات، فنجد أن الدول المتقدمة رياضياً تقوم بصناعة الأبطال الرياضيين،
وبالطبع فإن هذه الصناعة ليست بالسهلة لأنها تهدف إلى الوصول بالمواهب الرياضية
إلى الوضع المثالي من الناحية البدنية، والنفسية ،والذهنية، والفنية، وتحتاج هذه
الصناعة إلى الإمكانيات، والأدوات، والمنشآت، وتأهيل مدربين وكشافين، ووجود نظم
ولوائح تضبط وتساعد، وتشجع على تحقيق الأهداف المنشودة.
وقد أدركت الدول
المتقدمة رياضياً أهمية رعاية المواهب
الرياضية في وقت مبكر، وتعتبر المدارس البيئة الحاضنة لهذه المواهب، وبالطبع
فإن المدارس ستقوم بدورها على أتم وجه متى تمت تهيئتها ، ومن ثم تقوم بتغذية الأندية
الرياضية بمواهب صغيرة في السن ليتم صقلها من قبل مدربين وخبراء رياضيين لتمثل
لاحاقاً الأندية، والمنتخبات الوطنية. وقد حققت الأندية في الغرب، وبعض الدول
الاسيوية نجاحات في التبني المبكر للمواهب، نذكر منها مدرسة برشلونة المعروفة باسم
(لاماسيا) التي انجبت نجوم امتعونا بأدائهم في الملاعب مثل الارجنتيني ليونيل ميسي
، وتشافي هيرنانديز الذي ساهم في فوز المنتخب الاسباني بكأس العالم 2010 ،
واندرياس إنييستا الذي سجل هدف الفوز الاسباني في الدقيقة 116 أمام هولندا في
نهائي كأس العالم بجنوب أفريقيا 2010، وكارليس بويول ، وفيكتور فالديز ، وبيب
جوارديولا، أما مدرسة ريال مدريد المعروفة باسم (الكاسيتا) وهي لا تقل عن
مدرسة برشلونة من حيث الانجازات، فقد قدمت لنا حارس المرمى المعروف كاسيس قائد
منتخب اسبانيا الحاصل على كأس العالم 2010، لتصبح اسبانيا ثامن بلد يفوز بهذه
الكأس، وراؤول جونزاليس، وخوان مانويل ماتا.
وبعيداً عن كرة القدم
نجد أن لاعبة الجمباز الرومانية ناديا كومانتشي قد لفتت انتباه العالم، و
عمرها 14 سنة، وذلك في العام 1976 من خلال حصولها لأول مرة في التاريخ
الأولمبي على 10/10 نقطة لسبع مرات متتالية، وأنهت المسابقة بحصولها على
ثلاث ميداليات ذهبيات وفضية (الفرق) وبرونزية واحدة.
أما لاعبة التنس
مارتينا نفرتيلوفا والمولودة في 18 أكتوبر من العام 1956 بمدينة براغ ، فقد حصلت
على بطولة تشيكوسلوفاكيا في العام 1972وهي تبلغ من العمر 16 سنة، واستمرت في تحقيق
الانجازات المتتالية، فقد تصدرت هذه اللاعبة التصنيف العالمي لوقت طويل،
وحصلت خلال مشوارها في ملاعب التنس على 18 لقب جراند سلام على المستوى
الفردي وتحمل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز ببطولة الويمبلدون وهو 9 مرات.
وليتمكن الخبير
الرياضي من توجيه البراعم، والمواهب للرياضة المناسبة، ووضعهم على أول السلم
لتحقيق النجاح توجد حاجة للاستعانة بالأجهزة، والتقنيات الحديثة التي تساعد في
قياس القدرة على التحمل، والسرعة، والمهارة الحركية، والقوة الذهنية بالاضافة إلى
متابعة اللاعب أثناء ممارسته للعبة، ولكل لعبة رياضية مواصفات خاصة يحتاجها اللاعب
لتحقيق النجاح، فعلى سبيل المثال وليس الحصر يحتاج لاعب كرة السلة إلى
الطول أكثر من غيره، ولاعب كرة اليد والهوكي الى القوة بدنية، ولاعب تنس الطاولة
إلى حضور ذهني قوي، أما اللياقة البدنية فيحتاج لها الجميع ، وتنجح بعض المواهب في
الألعاب الفردية والبعض الآخر في الالعاب الجماعية.
وللمدارس
بمختلف المراحل الدراسية أدوار هامة في تبني واكتشاف المواهب بشرط أن تُدير وتُنفذ
برامجها في اكتشاف المواهب بالشراكة مع الخبراء والمدربين في الأندية والمؤسسات
الرياضية، وتسهيل عملية تدريب المواهب وإلحاقهم بالأندية مع مراعاة عدم تأثير ذلك
على مستقبلهم التعليمي، فالرياضي المتعلم أكثر قدرة على العطاء، ومستقبله المهني
أفضل على المدى البعيد، إذ تزداد فرصه بعد الاعتزال للتوجه إلى العمل الاداري أو
التدريب أو التحليل الرياضي، ومن المهم تحديد المدارس للمتطلبات البدنية، والذهنية
للموهبة الرياضية وتنميتها ، وتوفر الأدوات، والملاعب، والساحات المهيئة بهذه
المدارس، وعدم قصر برامج اكتشاف ورعاية المواهب الرياضية على المدارس الكبيرة أو
المعروفة أو الموجودة بالمدن فالمواهب موجودة في كل مكان، وتوفر المنهج الرياضي
المناسب ، وحصص كافية للتربية الرياضية مع معلمين مؤهلين للقيام بدورهم، فالكثير
من المعلمين كان لهم الفضل في ظهور لاعبين معروفين على مستوى السلطنة، وبمختلف
الألعاب الرياضية.
نشر باصدار رواق العدد 6
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق