عماد بن حسين باقر
imadhussain09@hotmail.com
يساهم تنوع الطرق والوسائل المستخدمة في إيصال المعلومة في رفع مستوى الفهم والتحصيل لدى المتعلم، ولذلك فإن المعلم الناجح يلجأ باستمرار إلى تنويع الطرق والأدوات التي يستخدمها في إيصال المادة العلمية للمتعلم، ومن المفيد توظيف الوسائط المتعددة لهذا الغرض لما تحويه من مزيج يشمل النصوص المكتوبة والرسومات والأصوات والصور الثابتة والمتحركة والألوان ومقاطع الفيديو لانتاج برامج تعليمية وتدريبية فعالة تقدم عن طريق أجهزة الحاسوب بأنوعها المختلفة.
وقد ساهم ظهور بعض برامج الحاسوب السهلة الاستخدام نسبيا في تمكين المعلم من إعداد برامج تعليمية توظف الوسائط المتعددة (Multimedia)، نذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر برنامج مايكروسوفت بوربوينت وهو أحد برامج حزمة مايكروسوفت أوفس، حيث يستطيع المعلم من خلاله تصميم عروض تقديمية تحتوي على شرائح تحتوي على نصوص معززة بمقاطع للصوت والفيديو والرسومات والصور وروابط تشعبية (hyperlinks) مربوطة بشبكة المعلومات الدولية (الانترنت)، وللتدرب على برنامج مايكروسوفت بوربوينت بالامكان زيارة الموقع الرسمي لمايكروسوفت أوفيس (support.office.com) للوصول إلى مواد تدريبية خاصة بهذا البرنامج، ولتصميم الفيديو يستطيع المعلم استخدام عدة برامج منها البرنامج المجاني ويندوز موفي مايكر حيث بالامكان تحميل هذا البرنامج من الموقع (windows-movie-maker.org) الذي يحتوي على دروس لاستخدام البرنامج، كما يستطيع المعلم الاستفادة من الخدمات المجانية التي يقدمها موقع يوتيوب وتحميل مقاطع الفيديو التي صممها بالمجان، كما يوجد بموقع يوتيوب برنامج مجاني لمعالجة الفيديو.
أما برنامج الفلاش من أدوبي فله امكانيات أكبر من برنامج موفي مايكر ومعالج الفيديو من يوتيوب، فبالامكان استخدام برنامج الفلاش في تصميم العاب الفيديو وبرامج ومقاطع فيديو تفاعلية وهذا البرنامج غير مجاني إلا أنه بالامكان تحميل البرنامج (ِAdobe Flash Professional CC) مجانا لمدة 30 يوما من الموقع الالكتروني الرسمي لأدوبي وتحديدا من الرابط (creative.adobe.com/products/download/flash).
ومن أهم قدرات برامح الوسائط المتعددة هي الدمج والمكاملة بين أكثر من مصدر أو وسيط للتعلم وتحقيق التفاعل بين المتعلم والبرنامج التعليمي ومخاطبة الحواس المختلفة للمتعلم مما يترتب عليه جعل العملية التعليمية أكثر متعة وإثارة، فالمتعلم هنا يبحر في المحتوى ويحصل على الفرصة ليعمل وفقا لسرعته وامكانياته، ويتم تزويد المتعلم بالتغذية الراجعة بشكل مباشر مع امكانية التقويم الذاتي عبر الاختبارات الالكترونية وكل ذلك يحدث من خلال واجهة مخصصة تلعب دور الوسيط بين المتعلم والبرنامج التعليمي، ويجب عند تصميم الواجهه مراعاة أن تكون خالية من التعقيدات وأن تضمن وصول المتعلم إلى المعلومة بسهولة ويسر.
ومن الملاحظ توظيف برامج التصميم للنص بشكل كبير فعلى سبيل المثال تعرض على المستخدم بيانات مكتوبة أثناء تفاعله مع البرنامج لتعريفه بالأهداف وتقديم الشرح والارشاد والتوجيه وطرح الأسئلة عليه، وتسمح برامج التصميم بادخال الرسومات البيانية والخرائط والصور الثابتة مباشرتا من الكاميرا الرقمية أو جهاز الماسحة الضوئية أو وسائط التخزين المختلفة أو شبكة المعلومات الدولية مع امكانية معالجتها، وجدير بالذكر بأن برنامج الفوتوشوب من أدوبي (Adobe Photoshop)هو أحد البرامج المشهورة بقدرتها على معالجة وانتاج الصور الثابتة والمتحركة.
وتستطيع برامج التصميم أن تحول الموجات الصوتية التي يلتقطها المكرفون إلى رقمية ومن ثم تخزينها بجهاز الحاسب، كما بالامكان نسخ الاصوات من وحدات التخزين المختلفة أو تنزيلها من مواقع الانترنت وتخزينها بجهاز الحاسوب، ومن ثم استخدام هذه الاصوات في البرامج التعليمية كما هي أو معالجتها واستخدامها كمؤثرات صوتية.
وقد ساهم ظهور برامج تصميم مثل برامج أدوب بريمير وثري دي ماكس في تسهيل وتطور عملية معالجة الفيديو باستخدام جهاز الحاسوب وكذلك عمليات التصميم ثلاثي الابعاد.
وتعتبر تكنولوجيا الواقع الافتراضي (Virtual Reality Technology) من أهم ثمار التقدم التكنولوجي في عصرنا الحاضر ، حيث يخوض المتعلم من خلالها تجارب قريبة من الواقع تسمح له الإحساس بالأشياء الثابتة والمتحركة وكأنها في عالمها الحقيقي ، فعل سبيل المثال في المجال التعليمي بالامكان القيام بزيارة افتراضية إلى داخل جسم الانسان للتعرف على طريقة عمل الجهاز الهضمي للانسان، أو القيام بزيارة افتراضية لكوكب الزهرة أو داخل خلية للنحل، كما يستطيع المتعلم أن ينتقل إلى المستقبل ليطلع على معيشة الناس المتوقعة بعد مئة عام مثلا، أو أن ينتقل إلى الماضي ليعيش حياة الناس في فترة زمنية قديمة ويتواصل مع شخصيات تاريخية لعبت دورا مؤثرا أو أن يتعرف على حياة الديناصورات ويعيش معها ويشاهد دورة حياتها ، ولتفادي خطورة حوادث الطيران بالامكان تدريب الطيارين عبر هذه التكنولوجيا.
وختاما إن استخدام التقنيات في مجال التعليم يجب أن يقدم قيمة مضافة وليس من أجل التباهي واستنزاف الموارد المالية، ولتصميم برامج تعليمية ناجحة تستخدم التقنية من الضروري الاستعانة بفرق تجمع بين الخبرات التربوية والتقنية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق