imadhussain09@hotmail.com
يحتفل المجتمع الدولي في 17 مايو من كل عام باليوم العالمي للاتصالات
ومجتمع المعلومات، وعند استعراضنا لتاريخ الاحتفال بهذه المناسبة نجد أن المجتمع
الدولي بدأ احتفالاته بهذا اليوم منذ العام 1969 ولكن بعنوان مختلف قليلا هو اليوم
العالمي للاتصالات، حيث يصادف هذا اليوم ذكرى تأسيس الاتحاد الدولي
للاتصالات وتوقيع الاتفاقية الأولى للبرق في العام 1865.
وفي العام 2006 وتحديدا في شهر مارس من هذا العام، استجابت الجمعية العامة للأمم المتحدة لدعوة القمة
العالمية لمجتمع المعلومات التي عقدت في نوفمبر 2005 ، باعلانها 17 مايو يوماً
عالمياً لمجتمع المعلومات بهدف تسخير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في خدمة
مختلف المجتمعات الموجودة في العصر الحالي.
وأحتفل بالمناسبتين معا لأول مرة في شهر نوفمبر من العام
2006 تحت مسمى اليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات، وذلك تنفيذا لقرار مؤتمر المندوبين المفوضين للاتحاد الدولي للاتصالات الذي
عقد بانطاليا التركية. حيث دعا المؤتمر الدول الأعضاء إلى الاحتفال سنوياً بهذا اليوم من خلال
تنظيم برامج وطنية تساهم في الاستغلال الأمثل لإمكانيات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والفوائد الاقتصادية والاجتماعية لاستخدامها ووسائل وأدوات سد الفجوة الرقمية (Digital Divide).
وقد جرت العادة أن يتبنى الاتحاد الدولي للاتصالات شعارا في
كل عام من أجل تركيز الجهود على موضوع محدد، فمثلا تم اعتماد الشعار " مدينة
أفضل وحياة أفضل مع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات" في العام 2010 ، لتحقيق
معايير حياة أفضل في بيئة المدينة وتوظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في خفض
تعقيدات الحياة لسكان المدن، والتقليل من الزحام، واكتظاظ البشر من خلال تطوير
خدمات الحكومة الالكترونية (E-government) والتجارة
الالكترونية (E-commerce)
والبنية الأساسية (Infrastructure) الداعمة لها.
وفي العام 2011 اعتمد الاتحاد الدولي للاتصالات شعاراً لا يقل أهمية عن سابقه هو "حياة أفضل في المجتمعات الريفية بفضل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات" لحث جميع من لهم علاقة على اعطاء المجتمعات الريفية العناية اللازمة بما يساهم في اعطاء قدر من المساواة، واتاحة الفرص للجميع بشكل متكافئ وتعزيز دور تقنيات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في المناطق الريفية، وتذليل العقبات، والصعوبات المتعلقة بتقديم هذه الخدمات لها، وتعزيز ودعم المشاريع والمبادرات والبرامج التي تتبناها الحكومات والمؤسسات الخاصة بما يحقق اندماج المجتمعات الريفية مع مجتمعات المدن المتمتعة بما تجود عليها التكنولوجيا الحديثة، وتقليص الفجوة الرقمية بين الأرياف والمدن، وخلق نوع من التقارب الثقافي بينهما من خلال اتاحة أدوات الوصول للمعرفة بشكل عادل.
أما الموضوع الذي تم اختياره في العام 2013 هو "تكنولوجيا المعلومات والاتصالات
وتحسين السلامة على الطرق"، إذ لا يوجد شك بأن للتكنولوجيا قدرة كبيرة على
زيادة معدل الأمان على الطرق، فعلى سبيل المثال وليس الحصر فإن استخدام إشارات مرور
متقدمة وأكثر ذكاء سيساهم في التقليل من الازدحام المروري وخفض عدد الحوادث.
إلا أنه يجب التنبه إلى أن الاستخدام الخاطئ للتقنية سيساهم
في زيادة عدد الحوادث المرورية، ولذلك لا بد من التصدي ومواجهة تزايد الأعداد من ضحايا حوادث الطرق، والخسائر
الاقتصادية المترتبة على الحكومات والأفراد بسببها، ومعالجة أهم اسباب هذه الحوادث،
وخصوصا المرتبطة باستخدام التقنية مثل الانشغال بالهاتف والمراسلات النصية وأنظمة
الملاحة أثناء القيادة.
وقد اختار الاتحاد
الدولي للاتصالات "النطاق العريض من أجل التنمية المستدامة" ليكون الشعار المعتمد لعام 2014، وتنبع أهمية هذا الموضوع أو الشعار في حاجة المستخدمين
إلى شبكات سريعة النفاذ وتوفير النطاق العريض بأسعار معقولة بسبب ظهور ابتكارات
تكنولوجية جديدة كل يوم، وبشكل سريع، والنمو المتزايد في حركة البيانات
الالكترونية بمختلف القطاعات، وظهور مفهوم الحوسبة السحابية وازدياد استخدام وسائل
التواصل الاجتماعي في المجالات المهنية والشخصية، وقد وافق مجلس الاتحاد الدولي للاتصالات على اعتماد
موضوع "الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات: قوى دافعة للابتكار"
لعام 2015.
إن العناوين التي يختارها الاتحاد الدولي للاتصالات مهمة ومفيدة لتقديم حياة أفضل للشعوب ولذلك على الدول الاستفادة من كل فرصة متاحة، وتحقيق تقدم واضح وملموس متوافق مع هذه العناوين وتقليص الفجوة الرقمية بين سكان الدول المتقدمة والنامية وبين الأرياف والمدن، وتطوير خدمات الحكومة الالكترونية، والتجارة الالكترونية، والبنية الأساسية الداعمة لها، وعدم اقتصار الأمر على الاحتفالات الشكلية بهذا اليوم.
إن العناوين التي يختارها الاتحاد الدولي للاتصالات مهمة ومفيدة لتقديم حياة أفضل للشعوب ولذلك على الدول الاستفادة من كل فرصة متاحة، وتحقيق تقدم واضح وملموس متوافق مع هذه العناوين وتقليص الفجوة الرقمية بين سكان الدول المتقدمة والنامية وبين الأرياف والمدن، وتطوير خدمات الحكومة الالكترونية، والتجارة الالكترونية، والبنية الأساسية الداعمة لها، وعدم اقتصار الأمر على الاحتفالات الشكلية بهذا اليوم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق