الإثنين , 15 سبتمبر 2014 3:21 م
عماد بن حسين باقر
ورد ذكر الصبر وتكرر في مواضع عديدة بالقرآن الكريم، لما لهذه الخصلة الكريمة من أهمية كبيرة ، فهي منبع، ومحور لمختلف الخصال التي تتمتع بها الشخصية المؤمنة، فالعفة، وكتمان السر، والزهد، والقناعة، والحلم، والعفو، كلها تحتاج إلى صبر ولذلك ،فإن الصبر يضيف قيمة كبيرة للانسان في الدنيا والآخرة، فالنجاح في أمور الدنيا والتفوق مرهون بالصبر، ولنيل الفلاح في الآخرة ، فإن المؤمن يصبر على متاعب الدنيا، وعنائها طمعا، ورغبة فيما ادخره الله له من أجر وثواب، فنجده على سبيل المثال، وليس الحصر يتحكم في رغباته وشهواته ويهذبها لتكون في مرضاة الله ويلبي رغباته دون معصية المولى عز وجل.
ويأخذ الصبر أشكالا متعددة، فالمؤمن يصبرعن معصية الله بالرغم من كثرة المغريات ، ويصبر على أداء الفرائض، فهو حريص على القيام بها على أتم وجه فنجده على سبيل المثال يحرص على أداء الصلوات في أوقاتها بخشوع، ويصبر على الأقدار المؤلمة، فمن الموارد التي قد يبتلى بها الانسان هي المال والبدن والأبناء والأسرة والرزق، فقد يصاب بمرض عضال أو يخسر تجارته أو يفقد وظيفته ، أو يخطف الموت اعز ابناءه أو يبتلى بابن عاق، أو أن يكون مديونا لشخص قاس ومتجبر يمعن في اذلاله وتهديدة وابتزازه.
وعند مرور المؤمن بمثل هذه الظروف فإنه يتذكر على الدوام الأجر الذي سيناله على صبره (وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا) ، كما أن الطمأنينة لا تفارقه مهما عظم البلاء ليقينه بأن رعاية الله تشمله ﴿ وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ﴾.
أما سلوك المؤمن تجاه أخيه في نكبته، فإنه يعينه ويزوره ويواسيه مبينا له حكمة الله في ابتلائه والأجر الذي سيحصل عليه من خلال صبره على البلاء، فهو يعوده إذا مرض ويسعى إلى تفريج كربه، وقضاء دينه، إن كان مدينا وإصلاح ذات البين عند حدوث الخلافات.
ومن الضروري توسعة مفهوم هذا السلوك ليشمل المجتمعات فهي معنية بالتكافل الاجتماعي من خلال الاعتناء بذوي الاحتياجات الخاصة والأيتام والباحثين عن عمل والمرضى والأحداث والمدمنين عبر جمعيات ومؤسسات تقدم الدعم المعنوي والاستشارة خصوصا إن بعض هذه الفئات تحتاج إلى التوعية والإندماج مع بقية أفراد المجتمع أو الحصول على عمل أو إلى التوجيه للعلاج من مرض أو الاقلاع والتخلص من الادمان، وكذلك تقديم الدعم المالي لهذه الفئات لحاجة بعضهم اليه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق