الأربعاء , 8 أبريل 2015 2:54 م
عماد بن حسين باقر
imadhussain09@hotmail.com
يقدم الاتفاق الذي توصلت إليه إيران والدول الست الكبرى بمدينة لوزان اطار مبدئي لاتفاق نووي نهائي، وقد آثار هذا الاتفاق مزيجا من الآمال والمخاوف لدى دول المنطقة، ومن أهم النقاط المتعلقة بهذا الاتفاق هو أن تقلص ايران مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب البالغ 10 الآف كيلوجرام إلى 300 كيلوجرام، وعدم تجاوز معدل تخصيب اليورانيوم ل 3.67% لمدة 15 عام على أقل تقدير، وأن يتواصل التخصيب بموقع نطنز ووقف التخصيب بموقع فوردو الذي سيتحول إلى مركز تكنولوجي وفيزيائي وتخفيض عدد أجهزة الطرد المركزي بهذا الموقع من 19 ألف جهاز إلى 6 آلاف، وبموجب هذا الاتفاق ستمدد عمليات التفتيش لسلسلة إمداد اليورانيوم في إيران لمدة 25 عام.
وفي الجانب الآخر ستقوم الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي بتعليق العقوبات الاقتصادية المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، وايضا ستعلق الأمم المتحدة جميع القرارات الصادرة بخصوص هذا البرنامج.
وقد ابدت القيادات الإيرانية تفائلا كبيرا بالتداعيات المترتبة على هذا الاتفاق مع امكانية التوصل في نهاية شهر يونيو القادم إلى اتفاق شامل ينهي 12 عاما من العداء بين إيران والغرب، حيث وصف الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني الاتفاق بالانتصار لأنه يضمن لإيران الاستمرار في تخصيب اليورانيوم، وأن هذا الاتفاق سيفتح صفحة جديدة في تعامل إيران مع العالم، وان بلاده ستلتزم بشرط التزام الأطراف الأخرى به، بينما أوضح وزير الخارجية الايراني جواد ظريف أن هذا الاتفاق لا ينص على إغلاق أي من المنشآت النووية الايرانية وأن إيران ستحترم تحديد نشاطات التخصيب بموقع واحد.
أما الرئيس الأمريكي باراك أوباما فقد وصف الاتفاق بالتاريخي وإنه سيحول دون حصول ايران على سلاح نووي ومن الملاحظ أن كلا الطرفين قد حققا إنجازا كبيرا من خلال هذا الاتفاق فلا يوجد طرف خاسر.
إن امكانية تحقيق المكاسب غير محصورة بطرفي المفاوضات بل إن فرص جني الثمار من هذا الاتفاق متاحة للجميع، وعلى ضوء ذلك كانت تركيا أول المبادرين للاستفادة من هذه التطورات من خلال زيارة أردوغان السريعة لايران وتوقيع ثمانية اتفاقيات في المجالات الاكاديمية، والدبلوماسية ، والصحة ، والطب، والبيئة، والصناعة ، والملكية الفكرية ، وأعمال المرآة والعائلة ، وتبادل البيانات الالكترونية بين البلدين بشأن حركة نقل البضائع الدولية.
كما يعتزم البلدان رفع قيمة التبادل التجاري بينهما إلى 30 مليار دولار مع نهاية العام الحالي بالمقارنة ب 14 مليار في العام الماضي، وابدت تركيا استعدادها لزيادة وارداتها من الغاز الايراني بشرط خفض الأسعار، والجدير بالذكر هنا أن ايران تزود تركيا بالغاز منذ العام 2001م ، وتأتي ايران بعد روسيا كثاني أكبر مصدر للغاز الطبيعي لتركيا، حيث تبلغ كمية الغاز الطبيعي الذي تصدره ايران لتركيا عشرة مليارات متر مكعب ولكن سعر هذا الغاز أعلى من سعر الغاز الروسي والأذربيجاني المصدر لتركيا.
وفيما يتعلق بالتحديات فتوجد هواجس لدى بعض دول المنطقة من أن يكون هذا الاتفاق بداية الاعتراف بتصاعد القوة الإيرانية بمنطقة الخليج، وسيترتب على هذا الأمر زيادة في الانفاق العسكري لبعض هذه الدول على حساب التنمية ، المتأثرة أصلا بسبب إنخفاض أسعار النفط.
وختاما تعاملت تركيا بذكاء مع الاتفاق النووي وكان اردوغان أول من يزور ايران وكانت ثمرة هذه الزيارة توقيع تركيا لثمانية اتفقايات مع ايران تخدم البلدين، ولم تحل الخلافات بين البلدين دون تحقيق ذلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق