لا يختلف إثنان على أهمية الوقت وضرورة الاستفادة القصوى منه،
فالوقت مورد ثمين نحتاج اليه من أجل القيام بالأعمال وتحقيق الأهداف والطموحات.
إن الادارة الصحيحة للوقت تساعد في
انجاز الأهداف وتحقيق الطموحات الشخصية واتاحة الفرصة لتطوير الذات والتخفيف من
ضغوطات الحياة مع السماح بقضاء وقت أكبر للراحة و الاسترخاء،
وبالتالي تحقيق التوازن المطلوب بين
العمل والحياة الشخصية والأسرية وتزويدنابالمرونة اللازمة للاستجابة للظروف
الطارئة أو استغلال فرص جديدة، وبإيجاز فإن تنظيم الوقت يساعد في
إتمام العمل، بكفاءة أعلى، وجهد أقل.
وهناك خطأ مشترك يقع فيه أكثرنا وهو الاعتماد على الذاكرة لتذكر
المهام التي يتعين علينا القيام بها، الأمر الذي قد يؤدي إلى نسيان بعض التفاصيل الضرورية والأعمال المهمة والمواعيد وغيرها،
وعليه فمن الضروري عمل خطة
مكتوبة وواضحة الأهداف، حيث أن هذا الأمر سيؤدي إلى تحقيق عدد من الفوائد نذكر منها أنه لن يكون هناك مجال
للنسيان، كما سيكون أداء المهام أسهل والتركيز أكبر، لأن عقلك ترك كل ما عليه
أن يتذكره في قائمة مهام مكتوبة في ورقة أو
في برنامج حاسوب متخصص والآن عقلك متفرغ لأداء المهام المطلوبة منه.
وعند كتابة الخطة يجب مراعاة بعض الأمور
منها تحديد الأولويات فيتم تقديم الأهم على المهم، ومن المفيد
قرائة الخطة يومياً لمعرفة ما تم انجازة وما هو المتبقي من الأعمال، ويفضل
الاستعانة ببرامج الحاسوب مثل برنامج مايكروسوف أوتلوك للمساعدة في عملية تنظيم
الوقت ، كما أن الهواتف النقالة الحديثة هي ايضاً تحتوي على برامج خاصة بادارة الوقت. ويمكن تصنيف الاعمال من حيث الأولية
على أساس الحروف أ،ب،ج،د فالأعمال الأعلى من حيث الأهمية تعطى الحرف "أ"
والاعمال التي تليها مباشرة من حيث الأهمية تعطى الحرف "ب" وهكذا.
ولاستغلال الوقت بفعالية سيكون من الضروري الاستمتاع بالعمل
الذي تقوم به والتفائل والايجابية والثقة على القدرة في الانجاز والتخطيط لليوم من
الليلة التي تسبقه، ومن الضروري أن تحمل معك دفتر صغير أينما تذهب لكتابة أفكارك
أو خزنها في الهاتف الذكي حيث أن عدم كتابة الأفكار سيؤدي الى نسيانها.
إن الكثير منا مثقل بالأعمال لأنه يقول نعم عندما يكون من
الضروري قول لا، ويجب هنا الانتباة إلى ضرورة منع الآخرين من مقاطعتنا اثناء
أدائنا للعمل، حيث أن منعهم سيتيح التركيز في أداء العمل حتى الانتهاء منه، فلا
تسمح للآخرين أن يجعلوك أداة لإنهاء أعمالهم وعليه يجب أن نتعلم الاعتذار بلباقة
وحسم عندما يكون طلبهم ذو أولوية منخفضة.
ومن المهم استثمار الوقت في كل ما هو مفيد، وعليه ينصح بممارسة الأعمال والهوايات التي تتيح لنا تطوير الذات والاستمرارية في العطاء. ولذلك يتحتم علينا على سبيل المثال تخصيص وقت لحضور برنامج تدريبي بين وقت وآخر، واعطاء نصيب للقراءة، والاستماع والمشاهدة للبرامج والمحاضرات المفيدة. واخيراً من الضروري تخصيص وقت لممارسة الرياضة واخذ قسط من الراحة لأنها مهمة للاستمرار في العطاء.
نشر بمجلة حياتي-يوليو 2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق