أطفالنا وإدمان الحاسوب
عماد بن حسين باقر
يعاني
الكثير من الآباء والأمهات من طول فترة جلوس أطفالهم أمام أجهزة
الحاسوب بأشكالها المختلفة كالحاسوب المكتبي(Desktop computer) والمحمول(laptop)
واللوحي(tablet) والهواتف
الذكية، حيث أدمن معظم الاطفال في أيامنا هذه على استخدام هذه الاجهزة وأصبح بعضهم
اكثر براعة ومهارة من الكبار في استخدامها.
وبالطبع،
فإن ادمان أطفالنا على استخدام هذه الأجهزة سيتسبب في ظهور بعض المشاكل الصحية
لديهم ، ويعزز من آثار هذه المخاطر هو تزايد أعداد الأطفال دون سن الخامسة
المستخدمين لهذه الأجهزة التي تعود لآبائهم وأمهاتهم أو حتى اخوانهم وأخواتهم
الأكبر سننا، كما يقوم بعض أولياء الأمور، وللأسف الشديد بشرائها لهم في في سن
مبكرة.
وبالرغم
من الحسنات الكثيرة في استخدام هذه الاجهزة، إلا أن السلبيات ليست بالقليلة
ايضاً وخصوصا تلك المتعلقة بصحة الانسان، إذ يشكو الكبار والصغار من متاعب متعلقة
بامراض العيون والإحساس بالتعب والإرهاق، واحمرار العينين، وفقدان التركيز
والشعور بالصداع، والام الظهر.
ويكتنف
امتلاك الطفل لهذه الأجهزة في عمر مبكر العديد من المخاطر منها متعلق بالخصوصية
كافشائه لبعض أسرار الأسرة على سبيل المثال، وانعزال الطفل عن أفراد أسرته وعدم
التواصل معهم، والسهر وضياع الوقت والتشتت الذهني وعدم تناول الوجبات الصحية ، وفي أوقاتها الصحيحة.
ولمعالجة
هذا الأمر يتعين على الآباء والأمهات ايجاد بدائل لتلك الأجهزة ومشاركة الأبناء في
ممارسة بعض الأنشطة المحببة لدى أطفالهم وبشكل يومي مثل اللعب معهم بألعابهم
المفضلة، وإشراكهم في القيام ببعض الأنشطة والأعمال المنزلية، ولشغل وقت
فراغ الطفل بالامكان تشجيعه على اللعب بالعاب تحتاج إلى تركيز مثل العاب الفك
والتركيب، وممارسة الرسم، والتلوين، واللعب بالصلصال، كما أن ممارسته للألعاب التي
تحتاج إلى الحركة وبذل الجهد كالالعاب الرياضية المختلفة لا تقل في الأهمية.
ومن
المهم عدم السماح للطفل بأن تكون له حسابات مستقلة في مواقع التواصل الاجتماعي،
والتحديد المسبق للوقت المسموح له باستخدام هذه الأجهزة، وسن قانون يشمل جميع
أفراد الأسرة بمنعهم من استخدام هذه الأجهزة في اوقات تجمع الاسرة، والتزام
الجميع به قدر الإمكان لكي لا يشعر الطفل بأنه هو وحدة المستهدف من المنع وكذلك
ارسال رسالة له :
تتضمن في محتواها إشارة إلى وجود أمور أهم من اللعب بالجهاز.
كما
أن تخصيص أوقات للقيام بالنزهات كزيارة الحدائق والمجمعات التجارية، وزيارة
الأقارب والاصدقاء خصوصا من لديهم اطفال في نفس المرحلية العمرية لتنمية الجانب
الاجتماعي لديهم، سيساهم بالطبع في الحد من ظاهرة إدمان الاطفال على استخدام هذه
الأجهزة.
وللعناية
بصحة العين من الضروري عمل فحوصات دورية للتأكد من خلو الطفل من مشاكل البصر،
والتأكيد عليه بأن يترك مسافة مناسبة وآمنة بين عينيه وشاشة الحاسوب، وأن تكون
إضاءة الغرفة التي يستخدم بها الجهاز مضاءة جيدا واخذ راحة مدتها عشر دقائق بعد كل
ساعة من استخدام الحاسوب اللوحي، أو الهاتف الذكي والنظر إلى أشياء بعيدة
لإراحة عضلات العين، وضبط حدة الاضائة في شاشة الحاسوب (Brightness) وضبط
التباين (Contrast)
وتكبير الخط.
إن
حديثنا عن مضار إدمان الاطفال على استخدام الحواسيب، والحواسيب اللوحية والهواتف
الذكية لا يعني أبداً منعهم من استخدامها، وإنما التوظيف الأمثل لهذا الاستخدام
فبالامكان تحميل هذه الاجهزة بالبرامج والالعاب التعليمية، على سبيل المثال، وليس
الحصر، وكذلك خلق حالة من التوازن بين الاستفادة من هذه الأجهزة والحفاظ على صحتهم
النفسية والبدنية وترابطهم مع بقية أفراد الأسرة واطلاعهم ومشاهدتهم لمواد تتناسب
مع أعمارهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق