مدونة عماد بن حسين باقر

مدونة عماد بن حسين باقر

الاصدقاء والصديقات

مرحبا بكم بمدونتي على شبكة المعلومات الدولية والتي حرصت على أن تحتوي على كل ما هو مفيد، أملا أن أكون قد وفقت في ذلك.

محاولاعبر هذه المدونة، تجميع ما كتبته من مقالات يندرج معظمها وليس جميعها بالطبع في مجال تقنية المعلومات، والتنمية والبشرية، والتخطيط، كما انني أسعى دوما عبر هذه المدونة إلى نقل جمال الأشياء والأماكن والتاريخ، عبر الصورة والفيديو.

نسئل الله عز وجل قضائكم أوقاتا طيبة....

م.عماد حسين باقر



الثلاثاء، 20 ديسمبر 2016

تميز الصناعة اليابانية مع نظام الإنتاج بحسب الوقت المحدد...نشر بجريدة عمان -الملحق الاقتصادي


عماد بن حسين باقر –

يعود الفضل في ظهور نظام الانتاج بحسب الوقت المحدد (Just In Time) لشركة تويوتا اليابانية التي طورته ليصبح نظاما متكاملا للانتاج يدرس بالجامعات الغربية، وقد ساهم هذا النظام في تفوق تويوتا بفضل الفوائد التي يقدمها، ويأتي على رأسها خفض تكاليف الانتاج بمراحله المختلفة، فنوع المنتج محدد مسبقا وكذلك الوقت اللازم لإنجاز العمل والكمية المطلوب انتاجها، ولم يغفل النظام عن تحقيق أفضل توظيف ممكن لعناصر الإنتاج المختلفة وتحسين نوعية المنتج وكفاءة الأداء حيث وازن النظام بين توفير التكاليف والعناصر الأخرى.

وتنبع فكرة النظام من أن طلب الزبون للمنتج يمثل بداية عملية التصنيع، فطلبه سيحدد المنتج الذي سيتم تصنيعه وكميته والوقت اللازم لانتاجه وموعد تسليمه. ولتحقيق ذلك يتعين التخطيط بعناية لتدفق المواد خلال عملية الانتاج، حيث تلجأ الشركات والمصانع المطبقة لهذا النظام إلى استخدام برمجيات متطورة للجدولة والتخطيط لكل مرحلة زمنية من مراحل الانتاج وضبط عمليات الشراء أو طلب المواد، كما تساهم أنظمة التبادل الالكتروني للبيانات (Electronic Data Interchange)  بين الموردين والزبائن في ضمان معرفة تفاصيل مخزون المصنع على وجه الدقة فيتم التوريد فقط عند الحاجة، فعلى سبيل المثال بالإمكان أن يتلقى مصنع للسيارات احتياجات الانتاج ليوم واحد فقط من عدد معين للإطارات مع تحديد النوع.

ويساعد نظام الانتاج بحسب الوقت المحدد على ابقاء مستويات المخزون من المواد الخام وغيرها إلى أدنى حد ممكن وبالتالي تقليص المساحات اللازمة للتخزين وسيترتب على ذلك خفض كلفة الإيجار والتأمين وتوفير السيولة لعدم تجميد الأموال لشراء مخزون زائد، وخفض الخسائر الناجمة عن هلاك المخزون أو انتهاء صلاحيته، كما أن تطبيقه سيساهم في تجنب تصنيع منتج لم يعد مرغوبا به من قبل الزبائن وقد يحدث هذا الأمر بسبب التغيرات المفاجئة للطلب، وأيضا يساهم هذا النظام في القضاء على الوقت المهدور والجهد المبذول في فحص المنتج وتعديله، فالهدف هنا هو التركيز على تصنيع المنتج المناسب من المرة الأولى.

أما أهم الصعوبات المتوقع مواجهتها أثناء تطبيق نظام الانتاج في الوقت المحدد هي اعتماد الانتاج بشكل كبير على الموردين، فقد يؤدي عدم استلام المواد في الوقت المحدد إلى تأخر الجدول الزمني للإنتاج كله، كما أن المؤسسة أو المصنع المطبق لهذا النظام لن يمتلك أي منتج احتياطي لتلبية الاحتياجات المفاجئة للزبائن ويعود السبب في ذلك إلى أن جميع ما ينتجه المصنع يلبي طلبات الزبائن الفعلية.

تفوقت الصناعة اليابانية على غيرها في تطبيق نظام الانتاج بحسب الوقت المحدد لعدة عوامل وظروف متعلقة بهذا البلد، منها صغر مساحة اليابان حيث أدى هذا الأمر بالقطاع الصناعي إلى تبني تطبيق هذا النظام لقدرته على خفض المساحة اللازمة للتخزين. أما العامل الثاني فهو معاناتها من قلة الموارد الطبيعية فكان من الطبيعي حرص المؤسسات اليابانية على الاستغلال الأمثل لهذه الموارد من خلال التركيز على تحسين الكفاءة ومحاربة الهدر، ومن الضروري التنبه إلى أن أهم العوامل المساهمة في نجاح تطبيق هذا النظام باليابان هو تميز الشخصية اليابانية بحبها للعمل الجماعي وابتعادها عن الأنانية واستمتاعها بقضاء الوقت في العمل وهو ما يتوافق مع ضرورة توفر عنصر أساسي للنجاح في تطبيق هذا النظام  والمتمثل في أن يسود الاحترام والتقدير والتعاون بين العاملين.

وختاما إن ذكرنا لأسباب النجاح في تطبيق نظام الانتاج بحسب الوقت المحدد باليابان لا يعني أبدا توقع فشل تطبيقه بدول المنطقة، إلا أنه من الضروري الدراسة المسبقة للعقبات المتوقعة أثناء تطبيقه لوضع الحلول في وقت مبكر، وكذلك يتعين تطبيق هذا النظام على مراحل وتقديم التأهيل والتدريب المناسب للكادر البشري وغرس مفهوم العمل الجماعي بينهم.

أعلاه صورة للمقال من موقع جريدة عمان






صورة للمقال بالنسخة الورقية لجريدة عمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق