مدونة عماد بن حسين باقر

مدونة عماد بن حسين باقر

الاصدقاء والصديقات

مرحبا بكم بمدونتي على شبكة المعلومات الدولية والتي حرصت على أن تحتوي على كل ما هو مفيد، أملا أن أكون قد وفقت في ذلك.

محاولاعبر هذه المدونة، تجميع ما كتبته من مقالات يندرج معظمها وليس جميعها بالطبع في مجال تقنية المعلومات، والتنمية والبشرية، والتخطيط، كما انني أسعى دوما عبر هذه المدونة إلى نقل جمال الأشياء والأماكن والتاريخ، عبر الصورة والفيديو.

نسئل الله عز وجل قضائكم أوقاتا طيبة....

م.عماد حسين باقر



الأربعاء، 21 ديسمبر 2016

مقالة نشرت لي بملحق رواق بعنوان " أدوار اقتصادية وسياسية لكرة القدم" باصدار رواق العدد 9



تتفوق كرة القدم عالمياً من حيث الشعبية على مختلف الرياضات الجماعية والفردية، الأمر الذي جعل لها اسهامات اقتصادية واضحة، وأنشئت مدارس تهتم بالمواهب الكروية وترعاها في وقت مبكر وصرفت الدول والأندية مبالغ كبيرة  للاستثمار بهذه المدارس، نذكر منها مدرسة برشلونة أو أكاديمية لاماسيا التي حققت نجاحا كبيرا من خلال الأسماء الكبيرة التي قدمتها مثل الأرجتيني  لونيل ميسي والاسبانيين تشافي هيرنانديز و أندرياس إنيستا، وكذلك نشير لمدرسة ريال مدريد.


وتقوم الأندية الأوربية الكبيرة وخصوصا الاسبانية، والانجليزية، والألمانية، والايطالية بصرف مبالغ كبيرة في شراء اللاعبين،  ودفع الرواتب، ومن ضمن هذه الأندية قطبي الكرة الاسبانية  ريال مدريد(Real Madrid) وبرشلونة(Barcelona) ، ومانشتر يونايتد الانجليزي (Manchester United ) ، وبايرن ميونخ الالماني (Bayern Munich)، والاندية الايطالية مثل اليوفنتوس (Juventus) واي سي ميلان (A.C. Milan) والانتر ميلان(Inter Milan)، وذكرنا لهذه الأندية لا يعني الحصر وإنما على سبيل المثال .


وقد نجح الكثير من اللاعبين الذي قدِموا من افريقيا وأمريكا الجنوبية، وبعض هذه الدول فقيرة جداً، في تحقيق نجومية، وثروات ضخمة، وكذلك فإن رواتب المدربين هي أيضا كبيرة في هذه الدوريات، وقد تطورت المنتخبات الافريقية بسبب احتراف لاعبيها في أوربا، وأصبح لمنتخبات القارة السمراء مثل نيجيريا، والكاميرون، وغانا، وكوت ديفوار، وغيرها من المنتخبات الافريقية ثقل لايستهان به، فالكاميرون هي أول منتخب أفريقي يتأهل إلى الدور الربع  نهائي في كأس العالم وتحقق ذلك في مونديال 1990بعد الفوز على الارجنتين، ورومانيا، وكولومبيا، والخسارة بصعوبة في الوقت الإضافي من انجلترا، وأما غانا فقد تأهلت الى الدور ربع النهائي بكأس العالم   2010 بجنوب أفريقيا في أول نهائيات تستضيفها دولة أفريقية.


وقد قامت صناعات بسبب هذه الرياضة مثل الأدوات والأجهزة  والملابس الرياضية، فمن منا لايعرف شركتي  اديداس (Adidas) وبوما (Puma) الألمانيتين والبريطانية أمبرو (Umbro) ؟ وحب الشباب وحرصهم على شراء الملابس الرياضية للفرق التي يشجعونها .


وشرعت الدول  في  بناء المنشأت الرياضية والخدمية كالملاعب والفنادق وشبكات الطرق والمواصلات لاستضافة الفعاليات الكروية، والجماهير القادمة لمساندة منتخباتها أو أنديتها مما ساهم في تنشيط الحركة التجارية، والسياحية، وتقوية البنى التحتية، وتتنافس المحطات التلفزيونية على شراء حقوق البث للبطولات العالمية، والقارية، وغيرها، وزادت برامج  التحليل للمباريات مما ساهم في خلق وظائف جديدة للاعبين المعتزلين، والمدربين، والشخصيات الناشطة رياضياً، كما إزدادت عوائد الاعلانات        .


وقد استفادت الدول النامية من هذه الرياضة، فنجد أن  الباكستان التي تعتبر الكريكيت اللعبة ذات الشعبية الأولى بها، وتصنيفها العالمي في كرة القدم متأخر وفقا للفيفا، إلا أن ذلك لم يمنع الباكستان من أن تكون في صدارة الدول المصنعة لكرات القدم مما ساهم في خلق وظائف ومصدر دخل بهذا البلد  .

أما فيما يتعلق بتأثير وتأثر كرة القدم في السياسة، فإن سبب العداء بين قطبي الكرة الإسبانية ريال مدريد وبرشلونة غير مقصور على التنافس الرياضي، بل تمتد جذور هذا العداء إلى زمن الجنرال الاسباني  فرانكو الذي حكم اسبانيا من العام  1931ولغاية العام  1975 لدعمه للريال ومناصبته العداء للنادي الكاتالوني .

ونلاحظ ارتباط أسماء  بعض الساسة مع الأندية الرياضية، فعلى السبيل وليس الحصر اطلق الملك فاروق اسم نادي فاروق على النادي الذي يعرف اليوم باسم الزمالك وكان ذلك في العام 1944، إلا أنه بعد ثورة 23 يوليو تم اطلاق اسم الزمالك على هذا النادي العريق ، وعند الحديث عن الزمالك  لا بد من ذكر النادي الأهلي، وقبول الرئيس جمال عبد الناصر تولي الرئاسة الشرفية لهذا النادي العريق وذلك  في  17 يناير من العام 1956 تحديدا.


أما المباراة الفاصلة بين منتخبي هندوراس والسلفادور في التصفيات المؤهلة لكأس العالم  1970 بالمكسيك، فقد كانت سبباً في اشعال فتيل حرب مدتها أربعة أيام بين البلدين .
 

ومن أشد المعلومات استغراباً بالنسبة لي، عندما ذكر لي أحد زملاء الدراسة خلال فترة دراستي للماجستير باسكوتلاندا بأن أغلب جماهير نادي سلتيك من طائفة الكاثوليك بينما أغلب جمهور نادي رينجرز من طائفة البروتستانت ويعتبر هذين الناديين قطبي كرة القدم  في اسكوتلندا، إلا أن الأخير عانى من صعوبات مالية أدت إلى هبوطه وكلا الفريقين من مدينة جلاسكو .


وختاماً، استفادة كرة القدم في أحيان كثيرة من ارتباطاتها بالاقتصاد والسياسة إلا أن لها فوائد صحية، واجتماعية لا تقدر بثمن، وانني لا أزال أتذكر ذهابي اليومي الى النادي الأهلي للتدريب خلال فترة الطفولة والمراهقة، وجمع هذا النادي لجميع ابناء المنطقة، حيث أن دور هذا النادي العريق لم يكن مقصورا على النشاطات الرياضية بل امتد ليشمل النشاط المسرحي، والثقافي، والاجتماعي، وكم كنت أتمنى أن يستمر اسم هذا النادي كما هو حتى بعد الدمج فهو أول ناد يتشرف بالفوز بكأس حضرة صاحب الجلاله -حفظه الله ورعاه- وأول ناد يمتلك هذه الكأس الغالية بعد فوزه بها بثلاث مرات متتالية بالإضافة إلى حصده للبطولات في الألعاب الرياضية الأخرى.


Add caption

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق