الإتصال فن
عماد بن حسين باقر
لا
يختلف اثنان على أهمية امتلاك المهارات اللازمة للاتصال مع الآخرين بفعالية لما
لذلك من تأثير إيجابي على عملية تبادل الأفكار، والمعلومات وفهم الآخر وطريقة تفكيره
ونظرته للأمور ومعرفة آراء وتفهم مشاعرالآخرين وتعزيز الثقة المتبادلة والحصول على
الاستجابة المطلوبة من الطرف الآخر.
وبلا
شك فإن براعة الانسان في عملية الاتصال تلعب دوراً هاما في نجاحه وقدرته على تحقيق
أهدافه، فالانسان الناجح هو من يدعم خبراته المهنية ومؤهلاته العلمية بمهارات
الاتصال اللازمة لما لها من فوائد تساهم في رفع القدرة على التوجيه والتأثير على
الرؤساء والمرؤسين والزملاء في العمل وأفراد الأسرة والمجتمع عبر القيام بحوارات
بنائه تساهم في تقبل الناس للحقائق والتراجع عن الخطأ وتعزيز التقدير المتبادل بين
الناس، فطريقة شرح الفكرة لا تقل أهمية عن الفكرة ذاتها.
ولا بد
من الأخذ بالعوامل والأسباب المساهمة في نجاح عملية الاتصال، فعلى سبيل المثال
يتعين تقبل الآخرين كما هم، واحترام قيمهم ومعتقداتهم وأفكارهم والابتعاد عن
النظرة الدونية للآخر وغرس ثقافة المحبة والآحترام المتبادل بين طرفي عملية
الاتصال ونقصد هنا المرسِل للرسالة ومستقبِلها، فالمرسِل هو من يحمل الفكرة ويرغب
في إيصالها، أما المتلقي للرسالة أو مستقبِلها فيعتمد على واحدة أو أكثر من حواسه
التي منحه الله -عز وجل- له لاستقبال هذه الفكرة أو الرسالة.
فالإنسان
يمتلك حواس السمع والبصر،
والشم، والتذوق، واللمس التي يستطيع توظيف واحدة منها أو أكثر لاستقبال رسائل تحمل
الأفكار والآراء، والرغبات التي يرغب
المرسِل
للرسالة في إيصالها للمستقبِل بالاعتماد على التواصل اللفظي أو الغير لفظي أو
كلاهما.
ويتم
نقل الرسالة من مرسِلها إلى مستقبِلها عن طريق وسيلة يتم اختيارها وفقا لمحتويات
وطبيعة الرسالة والظروف المحيطة بطرفي الرسالة، حيث تأخذ وسائل الاتصال أشكالاً
متعددة منها مقابلة المرسِل للمستقبِل وجها لوجه، أو الاتصال الهاتفي، أو من خلال
الاجتماعات أو عن طريق استخدام الرسائل المكتوبة، أو أن يتبادل المرسِل والمستقبِل
رسائل شفهية عبر وسيط أو أكثر ويشترط هنا أمانة الوسيط ودقته في نقل المعلومة لنجاح
عملية الاتصال.
ومن
الضروري التنبه إلى أن هناك ثلاثة احتمالات تتعلق بمصير الرسالة المرسلة، فقد تصل
إلى المتلقي كاملة وصحيحة لتحقق الهدف المرجو منها، أو أن تصل بشكل غير مفهوم
للمتلقي وقد لا تصل على الاطلاق ويعود ذلك لعدة أسباب منها عدم انتباه مستقبِل
الرسالة إلى جوانب من محتوياتها أو أن تتضمن الرسالة على كلمات لها أكثر من دلالة
أو معنى أو ضيق الوقت لدى المرسِل أو المستقبِل للرسالة أو كلاهما، كما أن الحكم
الشخصي المسبق لمستقبِل الرسالة قد يؤثر سلبا على نجاح عملية الاتصال
.
وبامكان
المرسِل للرسالة التأكد من وصول رسالته إلى المستقبِل عبر التغذية الراجعة، حيث
يقوم المستقبِل في بداية الأمر بتفسيرها وتحليلها ومن ثم يقوم بإعادة إرسالها
وتقديم التغذية الراجعة التي تسمح للمرسِل معرفة هل تم استقبال رسالته وفهمها؟ أو
أن ذلك لم يتحقق، وقد تترك الرسالة آثرا على المتلقي أو المستقبِل للرسالة كالفرح
أو الغضب أو الحيرة.
وتوجد
طريقتان للحصول على التغذية الراجعة، فالأولى تكون مباشرة ومن أمثلتها أن يلمس
المدير عدم الرضا العام عن مضمون رسالته أو أن يكتشف وجود سوء فهم في تفسير
رسالته، والطريقة الثانية هي الحصول على التغذية الراجعة بشكل غير مباشر ومن أمثلة
ذلك أن يلاحظ المدير تراجع في أداء الموظفين أو ارتفاع في معدلات غيابهم أو ضعف
التنسيق بين الموظفين العاملين تحت إدارته.
وعند
المقارنة بين وسائل الاتصال الشفهية والكتابية، نجد أن الاتصال الشفهي يختصر
المسافة عند تبادل المعلومات والأفكار والآراء وأكثر سهولة ويسر وصراحة، إلا أنه
يعاب على هذا النوع من الاتصال أنه معرض للتحريف وسوء الفهم، أما وسائل الاتصال
الكتابي فتتميز بإمكانية تخزينها واسترجاعها عند الحاجة ومن الصعب تحريفها إلا أنه
من أهم عيوبها بطء وصول وتدفق المعلومة.
وختاما
تحتاج الموارد البشرية العاملة بمختلف القطاعات والوظائف وشرائح المجتمع إلى
امتلاك مهارات الاتصالات فهي على سبيل المثال وليس الحصر مفيدة في إدارة
الاجتماعات والندوات والتعليم والتدريب ومقابلات التوظيف، ولتحقق عملية الاتصال
الأهداف المرجوة منها فمن الضروري اختيار المكان والتوقيت والوسيلة المناسبة وترك
إصدار الاحكام المسبقة على الآخرين ولا بد من تعلم وتنمية مهارة الإنصات وتجنب
مقاطعة الآخرين ومراعاة اختلاف الثقافات بين الأفراد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق